اوليفر كان: لا يمكن إحراز اللقب بدون حارس كبير

اوليفر كان غني عن التعريف. مجرد ذكر إسمه، يكفي لكي تنفرج اسارير أنصار المنتخب الألماني. أكثر من أي لاعب آخر يجسد اوليفر كان الذي كان حارس منتخب المانيا وصيف كأس العالم عام 2002 شعار "لا للإستسلام أبدا".

طوال 21 عاماً، دافع كان عن مرماه بشغف وموهبة، حاصداً في مسيرة مظفرة جميع الالقاب الممكنة: بطل أوروبا، بطل ألمانيا، بطل كأس ألمانيا، دوري أبطال أوروبا UEFA، الكأس القارية (انتركونتيننتال) واللائحة طويلة. الى جانب كل هذه الكؤوس، يجب اضافة الألقاب الشخصية لجائزة أفضل حارس في ألمانيا أعوام 1999 و2001 و2002، أو أفضل حارس في أوروبا اعوام 1999 و2000 و2001 و2002.

تبقى كأس العالم FIFA الوحيدة التي رفضت دخول خزائنه. ففي عام 2002، قاد حارس بايرن ميونيخ المانشافت الى المباراة النهائية بمفرده تقريباً قبل أن يخسر النهائي امام البرازيل 2-0. حتى اليوم يصف كان هذا الاخفاق بأنه أكبر خيبة أمل في مسيرته. حتى لقب افضل لاعب وافضل حارس في تلك البطولة لم تنسه مرارة هذه الخسارة. حمل شارة قائد المنتخب 49 مرة، وخاض آخر نسخة من كأس العالم في المانيا قبل أربع سنوات ايضا بديلاً للحارس الاساسي ينز ليمان. اما اليوم فيعمل كان بعد إعتزاله معلقا لإحدى الاذاعات المحلية. في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com، تحدث كان عن تجربته الشخصية في هذه البطولة، ونتائج المنتخب الالماني وعن الحراس المتواجدين في جنوب أفريقيا.

إنتهى للتو دور المجموعات. ما هو رأيك بأول قسم من هذه البطولة؟
اوليفر كان: المباريات الاولى كانت مخيبة للآمال، وهذا كان منتظراً. على العموم، رأينا ثلاثة طرق لمقاربة هذه البطولة: هناك المنتخبات التي كانت تعتمد على المجموعة، اخرى جاءت الى هنا لكي لا تخسر، واخرى لا تعرف مستواها الحقيقي. كانت الجولتان الثانية والثالثة أكثر اهتماماً. كلما تتقدم البطولة تصبح الحسابات غير مسموحة. يجب على كل منتخب ان يرمي بجميع ثقله في المعركة ليحسم الامور في مصلحته. تصبح المباريات في غاية الاهمية. رأينا بعض المفاجآت لكن هذا الامر متوقع عندما تقام كأس العالم خارج القارة الاوروبية. خرجت فرنسا وايطاليا، في حين حققت منتخبات اميركا الجنوبية إنطلاقة قوية. على العموم، فإن المنتخبات الاوروبية لم تلعب بشكل جيد ونجح منتخب أفريقي واحد في بلوغ الدور الثاني.

أنهى المنتخب الالماني الدور الاول في صدارة مجموعته. هل أنت راض عن عروض المانشافت؟
قدمنا عرضاً مدهشاً امام استراليا. أعتقد بأنني لم اشاهد منتخباًَ المانياً يلعب بهذه الطريقة من قبل. في تلك الامسية، قدمنا كرة قدم لاتينية بإمتياز، من خلال التمريرات القصيرة وتبادل المراكز. ثم جاءت المباراة الثانية لتذكرنا بإمكانية ان نواجه صعوبات في مواجهة منتخبات محصنة دفاعياً. على الرغم من طرد أحد لاعبينا، سنحت لنا العديد من الفرص. في مواجهة غانا، إكتشف لاعبو المنتخب الالماني الضغوطات على أعلى المستوى. لو اخفقوا لإنتهت كأس العالم بالنسبة اليهم. في ظروف مماثلة، افتقدنا الى لاعب مثل ميكايل بالاك. ليس بالتحديد لفنياته بل لخصاله القيادة داخل المستطيل الاخضر.

الآن سيعترض المنتخب الانكليزي طريق المانشافت، كيف تنظرون الى هذه المباراة؟
ستنتهي بركلات الترجيح كالعادة (يضحك). في الواقع، فإن المنتخب الالماني اذي سيخوض المباراة يفتقد الى الخبرة في مواجهة منتخب انكليزي مجرب وبالنسبة الي يعتبر أحد المرشحين لإحراز اللقب. فابيو كابيلو مدرب ممتاز ويملك تحت تصرفه لاعبين كبار أمثال جون تيري وواين روني وفرانك لامبارد وستيفن جيرارد. انا متشوق لمعرفة ما اذا كان لاعبونا الشبان سيصمدون امام هؤلاء. على أي حال، اذا نجحوا في جر المباراة الى ركلات الترجيح، فإنهم يملكون فرصة كبيرة لبلوغ الدور ربع النهائي.

ما هي الذكريات التي تحتفظ بها في مواجهة انكلترا؟
أفكر دائما بالدور نصف النهائي لكأس اوروبا UEFA عام 1996 التي حسمناها بركلات الترجيح. كما خضت آخر مباراة على ملعب ويمبلي قبل ان يهدم ويبنى من جديد. هناك ايضاً الهزيمة القاسية 1-5 في ميونيخ. عندما نتكلم عن المواجهات بين الدولتين، نفكر ايضاً بنهائي كأس العالم عام 1966 وذلك الهدف الشهير بالإضافة الى نصف نهائي كأس العالم عام 1990 الذي حسمناه مرة جديدة بركلات الترجيح.

بنظرك، من هو افضل حارس مرمى في هذه البطولة؟
ليس لدي رأي ثابت في هذا المجال. جانلويجي بوفون هو من دون أدنى شك أفضل حارس مرمى في العالم حاليا، لكنه لم يخض سوى شوط واحد بداعي الاصابة. ايكر اسياس (اسبانيا)، سيرخيو روميرو (الارجنتين)، وجوليو سيزار (البرازيل) لم يجربوا كثيراً. كان حارس مرمى نيجيريا جيداً، لكن ذلك لم ين كافيا لكي يذهب فريقه بعيداً. حاليا أنا معجب بالحارس الياباني. إنه يتفاعل كثيرا ومجنون بعض الشيء ومختلف عن الجميع.

ما هو الدور الذي يلعبه الحارس في صفوف الفريق؟
هو الذي يستطيع أن يحقق الفارق في أي لحظة. لا يمكن أن نحرز الالقاب من دون حارس كبير. يتعين أن يكون المنتخب قوياً جداً وخارجا عن المألوف لكي يعوض وجود حارس ضعيف. حارس المرمى هو دائما الذي يغير مجرى المباراة في مصلحة هذا الطرف او ذاك.

هل لا تزال في مخيلتك ذكريات عن حراس مرمى تركوا بصمة في نهائيات كأس العالم؟
أتذكر تماما نستختي كأس العالم عامي 1982 و1986. توني شوماخر كان حارساً ممتازاً. لم يرتكب سوى خطأ واحداً في المباراة النهائية ودفع ثمنه غالياً. كان بوفون حاسما في بطولة العالم الاخيرة، وكاسياس في كأس اوروبا UEFA عام 2008. كان البرازيليون يملكون حارساً يملك موهبة كبيرة بشخص كلاوديو تافاريل عام 1994. وأخيراً، لعب فابيان بارتيز دوراً كبيراً في تتويج منتخب بلاده بطلا عام 1998.

يقال بأن كرة القدم تلعب بواسطة العقل، هل توافق على ذلك؟
من دون ذهنية صلبة، لا يمكن الفوز بأي شيء، مهما بذلت من جهود في التمارين. اذا لم يقدك العقل، وإذا لا يمكنك أن تمحي الافكار السيئة ولا تتمكن من التركيز على تحقيق الفوز، فانك لن تحقق أي شيء جيد. اذا كنت غير قادر على تركيز افكارك في نقطة معينة لا تستطيع ان تتفوق على نفسك. بإيجاز فان القوة الذهنية تعتبر عاملاً يجب السيطرة عليه مثل أمور اخرى ايضاً.